أيام المسرح بتطاوين عروض وندوات فكرية في كل الفضاءات |
تطاوين (تونس) – تتواصل فعاليات الدورة التأسيسية لأيام المسرح بتطاوين (جنوب تونس) التي ينظمها المركز الجهوي للفنون الدرامية والركحية من الثامن عشر إلى السادس والعشرين من فبراير الجاري، وذلك بعد قرابة السنتين عطلت خلالهما جائحة كورونا تواصل الحياة الثقافية بعطائها وإنتاجاتها المختلفة.
إشارة الانطلاق للمهرجان على غير العادة التي دأبت عليها المهرجانات الأخرى بافتتاح فعالياتها من خلال أحد العروض، إذ بدأت الفعاليات من فضاء المكتبة الوطنية بتطاوين، حيث انتظمت في مستهل هذه الأيام ندوة فكرية تواصلت على مدى يومين تحت عنوان تجربة المسرح الجهوي في تونس الواقع والمنشود الخصوصيات الفكرية والجمالية للفعل المسرحي الجهوي.
وناقشت مشاغل المسرح الجهوي والإشكاليات التي تواجهها الفضاءات الخاصة والجانب التشريعي والقانوني للمؤسسات المسرحية الثقافية في الجهات.
كما تم التركيز على أهمية الفن المسرحي الجهوي الذي قدم للفن الرابع في تونس الكثير سواء من المواهب أو من الحركات الجديدة التي ساهمت في تطوير المسرح التونسي ورفده بأعمال مؤسسة، إذ الفعل المسرحي لا يمكن أن يقع حصره في مركزية ثقافية، بل هو في حقيقته كما يرى منظمة التظاهرة فعل متحرر من الأمكنة والتمركز وممتد إلى كل المناطق.
وانطلقت بالتوازي العروض الفرجوية بعرض “سيرك باباروني” بساحة الفنون وهو عرض خارج القاعة أراد من خلاله المنظمون الخروج عن السياق السابق. وينفتح المهرجان على فضاءات أخرى تعميما للفعل المسرحي، وبإشراك لمراكز الفنون الركحية والدرامية بمختلف محافظات تونس. حيث تقام العروض داخل قاعات العرض في المركب الثقافي وسوق الصناعات التقليدية بتطاوين وقاعتي العرض بكل من البئر الأحمر والصمار.
الغاية من تنظيم هذه الأيام باختلاف فعالياتها هي نشر الثقافة المسرحية وتلبية حاجيات المواطنين للمادة الثقافية عموما
كما ينفتح المهرجان على السوق من خلال عرض الكوميديا دي لارتي وعرضين في الرقص المعاصر لعماد جمعة، فيما تتوالى العروض الأخرى من إنتاج مراكز الفنون الدرامية والركحية بكل من سليانة وتطاوين والكاف ومدنين والقيروان.
وقد انتقى المركز لهذه الأيام عديد العروض المتميزة في المسرح والرقص والتنشيط على الساحة الوطنية نذكر من بينها مسرحية “روبا” لحمادي الوهايبي و”كابوس أنشتاين” لأنور الشعافي و”عائشة 13″ للمخرج سامي النصري و”أبيض وأسود” لنوال الإسكندراني، والمسرح الهاوي حاضر أيضا من خلال عدد من العروض منها مسرحية “عطش”، كما نجد عروضا مسرحية متنوعة للأطفال.
وأكد مدير المركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين علي اليحياوي في تصريح له أن المركز أنتج خلال السنة الماضية عملين مسرحيين تم عرض أحدهما بهذه المناسبة “مديح الموت” الذي تم عرضه خلال الدورة الأخيرة لأيام قرطاج المسرحية، والذي تم التركيز في جانب منه على جائحة كورونا.
وقد استلهم اليحياوي حالة الحجر الصحي والشوارع المقفرة وأنباء ضحايا كوفيد – 19، ورائحة الموت التي تطل من الأبواب والنوافذ ومشاهد الجنائز الصامتة بلا مُشيّعين كإطار لحكاية مسرحيته الجديدة “في مديح الموت” التي أنتجها المركز الوطني للفنون الركحية والدرامية بتطاوين منذ أيام في عرضها قبل الأول، فيما سيكون العرض الأول في الثالث من سبتمبر القادم في مدينة الثقافة بالعاصمة تونس.
والمسرحية المقتبسة عن رواية “انقطاعات الموت” للروائي البرتغالي جوزيه ساراماغو ترصد إحساس الإنسان بالموت وتمثّله له، وكتب نص المسرحية رضا بوقديدة وأخرجها علي اليحياوي، وهو العمل الثالث في رصيد المركز بعد “سوق سوداء” و”راعي الصحراء”.
وعن فكرة المسرحية وطروحاتها، يقول اليحياوي “الآن وهنا يتجلى الموت بشكل مباشر وصادم وعنيف، هكذا فجأة يجد الإنسان نفسه عاجزا عن مواجهة الوباء، حجر شامل وشوارع مقفرة وكأن العالم أُفرغ من ساكنيه، ولكن الموت لم يغادرنا لحظة، كان وسيظل أحد مكونات الوجود”.
وأشار اليحياوي إلى أن الغاية من تنظيم هذه الأيام التي تأخر موعدها، من يناير إلى فبراير الجاري، تأتي بسبب الوضع الصحي، إلى نشر الثقافة المسرحية وتلبية حاجيات المواطنين للمادة الثقافية عموما.
وأكد على أن المسرح الجهوي الذي ركزت عليه ندوات المهرجان رافد من أهم روافد المدونة المسرحية لما يتميز به من خصوصيات محلية وطرح جمالي متفرد.
وفي إطار التعريف بالموروث السياحي لجهة تطاوين نظم مهرجان أيام المسرح جولة سياحة على شرف ضيوف المهرجان لقرية شنني البربرية.
كما يقدم المهرجان سهرة خاصة للسينما، يعرض خلالها فيلم “على خطاوي الحرف” لمحمد صالح العرقي الذي يوثق تجربة الشاعر الشعبي علي الأسود.
وأكد اليحياوي أن مختلف هذه الفعاليات يحاولون من خلالها أن يمسّوا جميع الأذواق وينفتحوا على كل الفضاءات.
#أيام #المسرح #بتطاوين #عروض #وندوات #فكرية #في #كل #الفضاءات
تابعوا Tunisactus على Google News