- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

الحشاني في الجزائر.. هل استفاد سعيد من نظام تبون؟ • نون بوست

دأب الرئيس التونسي منذ وصوله إلى كرسي الرئاسة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 على خلق العداوات وإثارة الأزمات مع دول الجوار وأصدقاء البلاد، وزاد هذا الأمر عقب انقلابه على مؤسسات الدولة الشرعية ودستور البلاد صيف 2021.
دخل سعيد في أزمة دبلوماسية مع الجارة ليبيا ومع المغرب أيضًا وقطر وتركيا – أبرز داعمي الانتقال الديمقراطي في تونس -، فضلًا عن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية بحجة “السيادة الوطنية”.
دولة وحيدة كانت الاستثناء – هي الجارة الغربية – أي الجزائر، فقد دعم سعيد علاقات نظامه معها وتبادل الزيارات مع قادتها وأبرم الاتفاقيات وقدم تنازلات، لكن السؤال المطروح الآن: هل استفادت تونس من هذا الأمر، أم أن المسألة لا تتعدى مجرد صور وبرتوكولات؟
تعدد الزيارات المتبادلة
أنهى رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني، أمس الأربعاء، زيارة إلى الجزائر امتدت ليومين، وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ توليه منصبه في أغسطس/آب الماضي، وصحب معه وفدًا وزاريًا للمشاركة في أعمال اللجنة الكبرى المشتركة التونسية الجزائرية في دورتها الـ22.
خلال هذه الزيارة التقى الحشاني نظيره الجزائري أيمن بن عبد الرحمان وأجرى محادثة معه، كما التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وتحدثا عن “عمق العلاقات الأخوية” بين البلدين وسبل تطويرها والنهوض بها وإرساء شراكة إستراتيجية شاملة ومستدامة، وهو نفس الكلام في كل زيارة من هذا النوع.
كانت رئيسة الحكومة التونسية السابقة نجلاء بودن قد زارت الجزائر أيضًا عقب تعيينها على رأس الحكومة خريف 2021، وزارتها مرة ثانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفقة وفد حكومي رفيع المستوى.

دخل سعيد في أزمة مع المغرب، تقرًبا إلى الجزائر، رغم أن تونس تعد الشريك التجاري الأول للمملكة المغربية

بدوره، زار الرئيس التونسي قيس سعيد الجزائر 3 مرات منذ توليه الرئاسة، وكانت الأولى في فبراير/شباط 2020 وهي الزيارة الخارجية الأولى له وهو على كرسي قرطاج، أما الثانية فكانت في يوليو/تموز 2022 للمشاركة في عيد استقلال الجزائر، وكانت الثالثة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 للمشاركة في أعمال القمة العربية المنعقدة في الجزائر في دورتها الـ31.
بالتزامن مع ذلك كثّف العديد من الوزراء التونسيين والمسؤولين الكبار زياراتهم لتونس، خاصة وزير الخارجية، ما نفهم منه وجود رغبة تونسية لتوحيد الرؤى والمواقف بين البلدين في بخصوص العديد من الملفات المشتركة.
من جهة أخرى استقبلت تونس منذ تولي سعيد الرئاسة العديد من المسؤولين الجزائريين على رأسهم الرئيس عبد المجيد تبون وكان ذلك في ديسمبر/كانون الأول 2021، وهي من الزيارات الخارجية القليلة لتبون منذ توليه الرئاسة شتاء 2019.
اتفاقيات متتالية
خلال الزيارة الأخيرة، تم توقيع 26 اتفاقية تعاون بين الجزائر وتونس شملت عدة قطاعات، وذلك عقب اختتام أشغال الدورة الـ22 للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية – التونسية للتعاون، المنعقدة بالجزائر العاصمة برئاسة بن عبد الرحمان ونظيره أحمد الحشاني.
من القطاعات التي شملتها الاتفاقيات المبرمة، نجد مجالات الطاقة والصناعة والتجارة والنقل والسياحة والاستثمار وكذا الثقافة والرقمنة والسكن والشباب والرياضة والتكوين المهني والتربية الوطنية والعمل والرعاية الاجتماعية.

الوزير الأول #أيمن_بن_عبد_الرحمن يكشف عن توقيع 26 اتفاقية بين #الجزائر و #تونس في عديد المجالات. pic.twitter.com/BYKXU1LMtx
— 🇩🇿 1.2.3 viva l’algerie (@vivalalgerie7) October 4, 2023

قبل سنتين من الآن، وقع البلدان خلال زيارة تبون لتونس 27 اتفاقية تعاون شملت العديد من القطاعات، وتتضمن: العدل والداخلية والطاقة والصناعات المتوسطة والصغيرة والناشئة والصناعات الدوائية والبيئة والشؤون الدينية والتربية والتأهيل المهني والصيد البحري والإعلام والثقافة.
كما سبق ذلك، توقيع اتفاقيات أخرى، منها اتفاقيات تخص إنشاء ثلاث مناطق تجارة حرة على الحدود، وتوحيد تعرفة الاتصالات الهاتفية، وإعادة تفعيل خط السكك الحديد الذي يربط البلدين، ومع ذلك لم يطبّق أغلبها.
تنازلات عديدة
خلال فترة حكم سعيد، قدم نظام الحكم في تونس تنازلات كثيرة إلى الجانب الجزائري، حتى إنه دخل في صراعات هو في غنى عنها، وذلك حتى يرضي النظام الرسمي في قصر المرادية، رغم عواقبها الكبيرة على البلاد.
وإلى الآن يسود التوتر العلاقات بين تونس والمغرب، نتيجة موقف نظام سعيد من قضية الصحراء الغربية التي تعتبر المحدد الأساسي في علاقات المغرب الخارجية، وكان سعيد قد استقبل في نهاية أغسطس/آب 2022 زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، بوصفه رئيس “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” المعلنة من جانب واحد للمشاركة في أعمال القمة اليابانية الإفريقية التي عقدت في تونس حينها.
وفي فبراير/شباط الماضي، شارك قيس سعيد في فاعليات تدشين الطريق السيار الرابط بين مدينتي قابس ومدنين بالنقطة الحدودية مع ليبيا رأس جدير، وتم عرض شريط فيديو يضم بلدان المغرب العربي، وعرض خريطة المملكة المغربية مجتزئة من الصحراء الغربية.

- الإعلانات -

صحيح أن نظام تبون سبق أن قدم بعض المساعدات في شكل قروض ناهزت نصف مليار دولار إلا أنها لم تف بالحاجة

دخل سعيد في أزمة مع المغرب وذلك تقربًا إلى الجزائر، رغم أن تونس تعدّ الشريك التجاري الأول للمملكة بحجم مبادلات قدرت بـ4.3 مليار درهم أي ما يعادل 1.327 مليار دينار تونسي، وفق التقرير السنوي الأخير لمكتب الصرف المغربي تحت عنوان ”التجارة الخارجية للمملكة 2022″.
فضلًا عن الدخول في أزمة مع المغرب، راجع سعيد علاقات بلاده مع مصر ودول الخليج لترضية الجزائر، فهذه الأخيرة لا تريد للنظام التونسي أن يعزز علاقاته خارج خلفاء قصر المرادية أو عبره حتى تبقى وصية عليه.
اتفاقيات حبيسة الأدراج
رغم هذه التنازلات الكثيرة، بقيت الاتفاقيات المبرمة – وهي بالعشرات – حبيسة أدراج المكاتب، إذ لم يطبق الجزء الأكبر منها برغبة جزائرية، ولم نر سعيًا جزائريًا لتطبيق هذه الاتفاقيات رغم أنها تعود بالفائدة على اقتصادها الريعي المرتكز على النفط والغاز.
وبالنظر إلى قيمة التبادل التجاري بين تونس والجزائر نرى أن هذه الزيارات والتنازلات الكثيرة لم تؤت أكلها، حيث تبلغ القيمة الإجمالية للمبادلات التجارية بين البلدين 4474 مليون دينار (1404 ملايين دولار)، وقد استوردت تونس من السوق الجزائرية، منتجات بقيمة تقارب 3743 مليون دينار (1174 مليون دولار)، فيما بلغت قيمة صادراتها 730.7 مليون دينار (230 مليون دولار)، أي أن الميزان التجاري لصالح الجزائر.
وتم في وقت سابق إبرام مذكرة تفاهم بين البلدين لترقية التجارة الخارجية بينهما، لكنها لم تفعل إلى الآن، فلا توجد إرادة جزائرية لتفعيل ذلك، رغم أنها تعلم أن تونس في أمس الحاجة لتنمية صادراتها وذلك حتى تنقذ اقتصادها المتعثر.

@altounousi @TUNISCOPEcom@Tunigateجماعة قيس سعيد:لا اخلاق ، لا روح رياضية.هناك فقط تبعية لأوامر تبون “خايب السمية”متى ترجع تونس لعهدها https://t.co/j8vsmIe4y1
— Zinaddine Sbaiالسباعي زين الدين (@Zinabidine2013) September 29, 2023

تعلم الجزائر جيدًا أن تونس في أزمة اقتصادية ملحة، وأنها عجزت إلى الآن عن الحصول على القرض المرتقب من صندوق النقد الدولي المقدر بـ1.9 مليار دولار إلا أنها لم تحرك ساكنًا، رغم أنه يمكنها تقديم المساعدة لتونس من خلال تقديم قروض ميسرة.
صحيح أن نظام تبون سبق أن قدم بعض المساعدات في شكل قروض ناهزت نصف مليار دولار إلا أنها لم تف بالحاجة، وعليها أن تواصل دعم تونس حتى لا تنهار، وفي انهيارها تأثير سلبي كبير على الجزائر الباحثة عن استقرار المنطقة، خاصة أن حدودها – باستثناء الحدود التونسية – مشتعلة.
ليس من مصلحة الجزائر، سقوط تونس في الفوضى وانعدام الاستقرار بها بغض النظر عن النظام الذي يحكمها، فاستقرار تونس يعني استقرار الجزائر، لكن نظام تبون له رأي آخر، إذ ربما يضغط أكثر على نظام سعيد للحصول على تنازلات أكثر ويبقى تحت “وصايته”.

#الحشاني #في #الجزائر. #هل #استفاد #سعيد #من #نظام #تبون #نون #بوست

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد