- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

تونس: ماذا بعد رفض «سعيّد» الحوار مع «الغنوشي»؟

يُواصل الرئيس التونسي قيس سعيّد اتخاذ المزيد من الإجراءات والقرارات الرامية إلى محاصرة وتجفيف منابع الفساد الذي استشرى, خصوصاً بعد أن مضت حركة النّهضة بزعامة راشد الغنوشي قدماً في تشكيل ائتلافات وتحالفات حزبية تروم الإمساك مُنفرِدة بخيوط اللعبة بعد الثورة التونسية, مستفيدة أولاً من المركز الأول الذي حصدته في أول انتخابات برلمانية إثر وقوع قسم لا بأس به من التوانسة في فخ الدعاية المركّزة التي ضختها وضخّمتها حركة النّهضة, في إيحاء لم يصمد طويلاً بأنّها ورئيسها الذي حظيَ بملاذ آمن في بريطانيا طوال عقدين ونيّف، أنّها مُحرّكة الثورة وذراعها، ورأينا كيف استقبل مُناصرو ورهط مُحازبي «الشيخ» في مطار قرطاج، والهتاف الذي ردّدوه لحظة هبوطه من الطّائرة… «طلع البدر علينا..» على نحو بدا وكأن الإخواني التونسي هو «خميني تونس”, في تقليد للاستقبال الجماهيري الحاشد والضخم الذي استُقبِل به الإمام الخميني عند عودته الى طهران.لكن ذلك كلّه كان مجرّد سراب ما لبث أن تبدّد, بعد أن بدأت لعبة الشيخ الغنوشي «مُنفرِداً» خصوصاً في غياب أي معارضة داخل الحركة التي احتكر قيادتها, منذ نشأتها الأولى عام 1972 حاملة اسمها الأول «الجماعة الإسلامية» التي لقيت ترحيباً من قِبل حزب بورقيبة الحاكم (كي تُواجه الاتحادات الحركات الطلابية والنقابية اليسارية, تماماً كما فعل انور السّادات عندما أحكم قبضته على الحكم (في الفترة ذاتها) واستند إلى الجماعات الإسلامية لمواجهة الناصريين والشيوعيين والأحزاب اليسارية والقومية..تمّ تغيير اسم جماعة الغنوشي وعبد الفتّاح مورو بعد تسع سنوات ليُصبح «حركة الاتّجاه الإسلامي» مُستلهمة ايديولوجية الإخوان المسلمين في مصر, لكنها وبعد إطاحة نظام زين الدين بن علي غدت تحمل اسم «حزب حركة النّهضة».السنوات العشر التي انقضت على ثورة جانفي/2011، كانت كفيلة بـ”فضل» أخطاء وخطايا وارتكابات، وخصوصاً انتهازية وسياسة الإقصاء والأنانية التي انتهجتها حركة النّهضة ومزاجية رئيسها وتفرّده, بكشف حجم التوتر والاحتقانات في المجتمع التونسي. ما فاقم أزماته المعيشية/والاقتصادية/والاجتماعية وانهيار المرافق العامة والخدمات، خاصّة عمل الغنوشي الدؤوب على محاصرة رئيس الجمهورية قيس سعيّد, الذي كان بروزه في صدارة المشهد التونسي مُفاجئاً وصادماً لحركة النّهضة ورئيسها. حيث بدأ الأخير حملة ضارية مُتعددة الأذرع والتّحالفات لمحاصرة سعيّد وتحجيمه وسلب صلاحياته أو تقليصها, والعمل على اعتباره مجرد ديكور”ديمقراطي» لا مكان له في لعبة السياسة أو الشأن العام. فتواصلت الأزمات وساد الشلل بعد استمالة الغنوشي هشام المشيشي إلى جانبه. باشر رئيسا السلطتين التشريعية والتنفيذية بوضع رئيس الجمهورية في دائرة الاستهداف تحت طائلة المُطالبة بحجب الثقة عنه وعزله.جاء يوم 25 تموز الماضي ليضع حداً لهذا العبث السياسي والدستوري وليضيء من بين أمور أخرى, على حجم الأزمة التي تسبّبت بها سياسات الغنوشي وحركته التي تعيش هي الأخرى تصدعاً تنظيمياً أفقياً وعامودياً مرشحاً للاتّساع واحتمالات التداعي الشامل. ما أربك النهضة وقياداتها وبخاصة قطاع الشباب فيها, الذين اكتشفوا حجم «الوهم» الذي ضخّه الغنوشي في صفوف الحركة كي يُغطي على أخطائه وارتكاباته داخل الحركة وفي المشهد السياسي التونسي.هنا يتبدّى الإرباك التنظيمي والسياسي الذي تعيشه حركة النهضة بعد فشل محاولاتها «استيراد» النموذج التركي/الأردوغاني, في إفشال ما وُصف محاولة «انقلاب”/ 15 تموز 2016، الذي اعتبره أردوغان «نعمة من الله» (كي يُصفّي خصومه). وإذ سرعان ما سقط خيار الاعتصام والحشد الجماهيري الذي دعا إليه الغنوشي, ها هو الآن يُطالب بـ”الحوار» مع الرئيس سعيّد, «مُشترطاً» رفع تجميد البرلمان الذي سيمنح الحكومة الجديدة المنتظرة… الثقة. لكن مناورته هذه سرعان ما أحبطها رئيس الجمهورية, عندما رفض الحوار مع «الخلايا السرطانية» قاصداً حركة النّهضة. ما يفتح الطريق على مشهد قد يبدو «أو بدأ» مُعقداً, إلا أنّ الخطوات والقرارات المدروسة التي اتّخذها سعيّد تبدو متّزنة وتلقى تأييدأ شعبياً خصوصاً شبابِياً ملحوظاً, رغم المطالبات المتصاعدة بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة, حفاظاً على المسار الديمقراطي ومنعاً لأيّ تدخّل خارجي وخاصة الأوروبي/الأميركي بذريعة الحرص على «المسار الديمقراطي» في تونس.** إستدراك:بقي راشد الغنوشي رئيسا لحركة النهضة بعد الثورة التونسية، وبعد فوز الحركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي، بقي فاعلاً في المجال السياسي الخاص بالحركة. وبعد هذه الانتخابات، قال الغنوشي: إنه لم يبق له شيء كثير في السياسة، وإن العالم الإسلامي واسع بما فيه الكفاية ليُحاضر فيه وأن منصبه كنائب لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين…. كافٍ.فهل أوفى سماحة الأستاذ… بـِ”وعوده”؟kharroub@jpf.com.jo

- الإعلانات -

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد