شاهد.. الكندو اليابانية رياضة حديثة تستهوي شباب تونس
وتعرف رياضة الكندو عند اليابانيين منذ القدم بأنها فن توجيه السيف أو مسار السيف، وهي فن من فنون القتال بهذه الآلة عرف طريقه إلى سجلات الرياضة التونسية سنة 2014، تاريخ إنشاء الرابطة التونسية للكندو التي استقطبت في بداياتها الخجولة بضع عشرات من الشبان والشابات.وتعتبر رياضة الكندو أيضا من الرياضات النادرة التي حافظت لقرون على خصائصها وقواعدها من التغيير والتعديل، رغم المرسوم الإمبراطوري الذي ألغى حمل واستعمال السيف سنة 1868 ثم تجريم المستعمر الأميركي لهذه الرياضة التي اعتبرها ممارسة عسكرية معادية له في 1945.
رياضة الكندو اليابانية عرفت طريقها نحو تونس عام 2014 (الجزيرة)
الرحلة إلى تونستمكّن التونسي سفيان الباجي من تكوين أول فريق كندو تونسي سنة 2014 بعد رحلة رياضية قضاها بين أوروبا واليابان، حيث تعلّم وبرع في هذه الرياضة وحاز على درجات عالية أهلته للتعريف بها، قبل أن يؤسس أول ناد في العاصمة التونسية ويتولى تدريب الراغبين في إتقانها من شبان وشابات.
ويقول الباجي للجزيرة نت إن البدايات كانت صعبة نوعا ما، وإن إقناع الشباب بالمزايا الجمّة لرياضة الكندو على المستويين الذهني والبدني تطلب جهدا كبيرا، وإنه حرص في التعريف بالرياضة على إعطاء صورة جذابة للحضارة اليابانية من ناحية الهندام والانضباط في القاعة لاجتذاب المتابعين المترددين.
ويضيف أن رياضة الكندو تتطلّب منه تدريبا متواصلا لكي يستطيع تطوير مهاراته القتالية عن طريق اجتياز اختبارات تدور عادة في اليابان ويشرف عليها أبطال عالميون ومعلمون يابانيون للحصول على درجات تسمح له بإدراج اسمه في قوائم عالمية للمتميزين في هذه الرياضة.
ويحرص الباجي من خلال مشاركاته على التعريف بنشاط الجمعية الرياضية للكندو بتونس وإعطاء صورة إيجابية عن جدية فريقه الناشئ في التعاطي مع هذه الرياضة اليابانية بامتياز والتقدم الذي يحرزونه، مما مكّنه مرات عدة من نيل دعم من السفارة اليابانية تمثل في معدات وتجهيزات قيمة.
جانب من تدريبات الفريق التونسي للكندو (الجزيرة)
انضباط والتزامتوحي الصرخات الحماسية للشباب داخل قاعة التدريب التي تنطلق بنسق تصاعدي بالتزام وانضباط كبيرين، وتتصف الحركات بالدقة، بينما يقيّم المشرفون الفنيون ما اعوجّ منها عند الضرورة أثناء تنقلهم بين صفوف المبارزين.
وتتطلب ممارسة الكندو الكثير من التركيز والتناسق بين البصر ومواضع الأقدام وجسم المنافس الذي يمثّل مجموعة أهداف على اللاعب إصابتها بسيفه، وذلك بطرق تحتكم لقواعد فنية وتقنية لإحراز نقاط تختلف قيمتها من موضع إلى آخر حسب خطورة مكان الإصابة في جسم الإنسان.
وتقول أحلام -من الملتحقين الجدد بالفريق- إنها تشعر بتحسّن كبير في لياقتها الجسمانية منذ الحصص التدريبية الأولى بعد أن كانت شديدة الشعور بالإرهاق المتواصل دون سبب، وإن قدرتها على التركيز تطورت مما انعكس إيجابيا على دراستها ونتائجها.
وتضيف أن تطور إحساسها بالرضا عن النفس والطاقة الإيجابية التي تطغى عليها بمجرّد مغادرتها قاعة التدريب مثّلا حافزا أساسيا لها على المواظبة على حضور التمارين، مشددة على الأجواء المرحة التي تسود فريق المتدربين الذي لا يتجاوز معدّل أعمار منتسبيه 22 عاما.
ويعرّف المتخصصون في فنون القتال رياضة الكندو بأنها مزج دقيق بين الانضباط الجسماني والعقلي للمقاتل، وأن اللاعب مطالب باحترام تقاليد الكندو العريقة انطلاقا من طريقة ارتداء الزي التقليدي واحترام المنافس وصولا إلى حلبة النزال، وأن لكل تحيته الخاصة به.
تألق وعراقيلشاركت الجمعية التونسية للكندو في العديد من المعسكرات العالمية لهذه الرياضة، ومثلت تونس أول بلد عربي يشارك في بطولة العالم التي أقيمت سنة 2018 في كوريا الجنوبية ويحقق مشاركة واعدة رغم أنه حديث المنشأ.
الرابطة تستعد للمشاركة في أول بطولة تونسية للكندو مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل (الجزيرة)
ويقول رئيس الرابطة التونسية للكندو أحمد نويصر للجزيرة نت إن برنامجا تكوينيا قد وضع سيشتمل على نقاط من شأنها أن تنعكس إيجابيا على المشاركات المقبلة للفريق، من بينها تكوين الإطارات الفنية والمدربين والحكام.
ويضيف نويصر أن الرابطة بصدد تحضير أول بطولة تونسية للكندو ستقام في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وقال إنها ستكون محطة هامة ستتمكن الرابطة خلالها من تقييم مردود اللاعبين التونسيين واختيار ممثليها في بطولة العالم التي ستقام في باريس سنة 2021.
ويبقى تمويل الفريق ومده بالإمكانيات اللازمة من معدات، خاصة توفير قاعة تدريبات مخصصة لهم التي تعد إحدى أكبر المعضلات، ويقول سفيان الباجي إن فريقه يعتمد أساسا على هبات وتبرعات الأصدقاء والمقربين منه ولاعبيه حتى يشارك في المعسكرات، في ظل الغياب شبه الكلي للدولة عن دعم الفريق.
الصورة من المصدر : www.aljazeera.net
مصدر المقال : www.aljazeera.net